تل أبيب تهدد بقصف هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني في طهران
تل أبيب تهدد بقصف هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني في طهران
صعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من نبرة التهديدات ضد إيران، معلنًا اليوم الاثنين، عن نية بلاده استهداف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية الواقع في منطقة "المربع 3" شمال شرق طهران، في تصعيد جديد ينذر باتساع رقعة المواجهة بين الطرفين.
وقال كاتس في بيان رسمي: "بوق الدعاية والتحريض الإيراني على وشك أن يختفي"، مضيفًا أن "عملية إجلاء السكان من المناطق المجاورة قد بدأت بالفعل"، في إشارة إلى استعدادات عسكرية إسرائيلية لضرب الموقع.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا نادرًا موجّهًا باللغة الفارسية عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، دعا فيه سكان شمال شرق طهران إلى "الإخلاء الفوري"، معلنًا أن سلاح الجو "سيعمل في الساعات المقبلة في هذه المنطقة"، تمامًا كما نفّذ عمليات مماثلة خلال الأيام الماضية "لاستهداف بنى عسكرية للنظام الإيراني".
وتمثل هذه الدعوة سابقة نوعية في تكتيك الحرب النفسية الإسرائيلية، إذ تُنذر بضربة دقيقة تستهدف منشأة إعلامية حكومية في قلب العاصمة الإيرانية، ما يُحوّل المدنيين في محيطها إلى أهداف محتملة في ظل تصعيد مفتوح وغير مسبوق.
انفجارات تهز العاصمة
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس في طهران بأن دوي انفجارات سُمع في أنحاء متعددة من العاصمة الإيرانية في الساعات الأولى من صباح الاثنين، فيما أفادت وسائل إعلام محلية بأن مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون قد تعرّض بالفعل لقصف إسرائيلي.
وتقع المنطقة المستهدفة في حي راقٍ بالعاصمة، يضم منشآت مدنية بالغة الحساسية مثل أربعة مستشفيات ومراكز طبية، إضافة إلى مركز للشرطة ومكاتب للأمم المتحدة ووكالة فرانس برس.
وتقع في المنطقة عدة سفارات خليجية، منها سفارات قطر وسلطنة عمان والكويت، ما يطرح تساؤلات بشأن الأبعاد الدبلوماسية والإنسانية للضربة المرتقبة.
تحول في قواعد الاشتباك
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق الإثنين أنه "حقق تفوقًا جويًا كاملاً فوق سماء طهران"، في إعلان يحمل دلالات استراتيجية وعسكرية كبيرة، إذ يعني عمليًا قدرة إسرائيل على ضرب أهداف في العمق الإيراني دون مقاومة تُذكر، ما يعكس اختراقًا محتملًا في الدفاعات الجوية الإيرانية.
وإذا تأكدت هذه المعلومات، فإنها تمثل اختلالًا غير مسبوق في توازن القوى التقليدي بين الطرفين، وتضع النظام الإيراني في موقف حرج أمام الرأي العام الداخلي، خاصة مع استهداف منشأة إعلامية تُعد واجهة الخطاب الرسمي للنظام.
ويأتي هذا التصعيد في وقتٍ تشهد فيه العلاقات بين إسرائيل وإيران توترًا متفاقمًا منذ أشهر، بلغ ذروته مع اتهام تل أبيب لطهران بالتورط في تفعيل جبهات إقليمية ضدها، من خلال حلفائها في لبنان وسوريا واليمن.
منشآت نووية ومراكز أبحاث
وردًا على ذلك، صعّدت إسرائيل عملياتها الاستخباراتية والعسكرية في الداخل الإيراني، مستهدفة منشآت نووية ومراكز أبحاث عسكرية، وأخيرًا بنيات إعلامية رمزية.
وأثارت التطورات الأخيرة قلقًا دوليًا متزايدًا، وسط تحذيرات من منظمات حقوقية من أن ضرب حي مكتظ بالسكان ويحتوي على منشآت طبية وسفارات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، كما قد يُشكّل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني إذا لم تُتخذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين.
ودعت جهات أممية إلى ضبط النفس ووقف التصعيد، فيما لم يصدر بعد رد رسمي من طهران على هذه التهديدات. لكن مراقبين يرون أن أي ضربة لمبنى الإذاعة والتلفزيون ستكون بمنزلة إعلان حرب مفتوحة قد تجرّ المنطقة إلى مواجهات أوسع.